تستعد القوات البحرية الملكية المغربية لتعزيز أسطولها بقطعة بحرية جديدة، حيث سيُقام الأسبوع المقبل حفل رسمي لإطلاق زورق الدوريات البحرية PHM، الذي تم تصنيعه من قبل شركة “نافانتيا” الحكومية الإسبانية. ووفقًا لتقارير إسبانية، سيحتضن حوض بناء السفن التابع لنافانتيا في سان فرناندو يوم الثلاثاء المقبل مراسم الإطلاق التي ستبدأ في تمام الساعة الثالثة و45 دقيقة عصراً.
ويبلغ طول هذا الزورق البحري 87 متراً، فيما يبلغ عرضه الإجمالي 13 متراً، وقادر على حمل طاقم مكون من 60 فرداً. وقد تطلب بناء هذه القطعة البحرية أكثر من مليون ساعة عمل، وأسهم المشروع في خلق حوالي 1100 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، سواء في الحوض نفسه أو في الصناعات المتعاونة.
وبلغت قيمة الاستثمار في هذا المشروع البحري نحو 130 مليون يورو، حيث بدأت عمليات إعداد الصفائح المعدنية للزورق في أوائل يوليوز 2023. ويتضمن المشروع أيضاً حزمة دعم تقني ولوجستي متكاملة، تشمل قطع الغيار، الأدوات، الوثائق التقنية، إضافة إلى برامج تدريب طاقم البحرية الملكية المغربية التي ستُقام في إسبانيا.
ويمثل زورق PHM حلاً عملياً للقوات البحرية المغربية، حيث يتمتع بقدرات عالية تتيح له فترات طويلة من الانتشار في البحر، مع تكاليف تشغيل وصيانة منخفضة، نظراً لاعتماده على أنظمة تشغيل سهلة الصيانة وموثوقة، تتطلب طاقماً محدوداً.
ويأتي هذا التسليم تتويجاً لمفاوضات بين الرباط ومدريد بدأت منذ عام 2019، أسفرت عن إبرام اتفاق لتزويد البحرية المغربية بسفينتين عسكريتين متطورتين مخصصتين للدوريات البحرية، مقابل استثمار بلغ 260 مليون يورو. ويُذكر أن المفاوضات أدت أيضاً إلى رفع الحظر الإسباني المفروض منذ ثمانينات القرن الماضي على بيع المعدات العسكرية البحرية إلى المغرب.
جدير بالذكر أن هذه القطعتين البحريتين اللتين سيتم تسلم إحداهما قريباً، صممتا لتكونا شبيهتين بأربع سفن من طراز “ليتورال” تم تسليمها لفنزويلا خلال العقد الماضي. ومن المتوقع أن تسهم السفن الجديدة في تعزيز جهود المغرب لمكافحة الهجرة غير النظامية وضمان الأمن البحري.
يشار إلى أن آخر صفقة عسكرية بحرية بين المغرب وإسبانيا تعود إلى سنة 1982، حين سلمت “نافانتيا”، المعروفة حينها باسم “باثان”، فرقاطة حربية للمغرب حملت اسم “الكولونيل الرحماني”، بينما سبق ذلك اقتناء أربع سفن دوريات عسكرية من نوع “لاثاغا”. لاحقاً، توجه المغرب لتحديث أسطوله البحري عبر شراكات مع دول أخرى، أبرزها فرنسا وهولندا، حيث اقتنى فرقاطة “محمد السادس” الشهيرة من فرنسا.
هذا الإنجاز الجديد يعزز من قدرات البحرية الملكية المغربية، ويمثل خطوة مهمة في مسار تطوير بنيتها البحرية بما يتناسب مع تحديات الأمن البحري الإقليمي والدولي.