كشف تقرير، عن ثقة الشباب المغربي في المستقبل، وجود تخوف كبير لدى الشباب من تأثير الفساد على حياتهم، خاصة فيما يتعلق بالوصول إلى فرص الدراسة والعمل، مع تأكيدهم على غياب القدر الكافي من حرية التعبير.
وتشير نتائج استطلاع معهد الدراسات الاجتماعية والإعلامية، إلى أن 91% من شباب المغرب يؤكدون التأثير القوي للفساد على فرصهم في العمل والدراسة، حيث إن الرأي السائد بين الشباب يبرز وجود مستويات عالية من الفساد يمكن أن تؤدي إلى تحييد الفرص العادلة وتحجيم النمو والتنمية الشاملة، كما أن الأغلبية تظل غير راضية على جهود الدولة في مكافحة الفساد، فـ51% من الشباب يقولون إنها لا تعمل بجدية على مكافحته، و45% يعتبرون أن ما تقوم به غير كاف.
وحسب ذات الاستطلاع، فإن أغلبية المستجوبين (45%) يعتبرون أن الشباب المغربي لا يتمتع بالحرية الكافية للتعبير عن آرائه والمشاركة في الحياة العامة، في حين لا تتعدى نسبة من يعتقدون عكس ذلك 16%.
وتوقف الاستطلاع على وجود تحديات تتعلق بحرية التعبير والمشاركة العامة للشباب، حيث إن النسبة الكبيرة تشعر بغياب الحرية الكافية، وهو ما قد يكون نتيجة لعوامل مثل القيود القانونية، والتهديدات أو التضييقات على الحقوق والحريات الأساسية، وعدم توفر منصات وفرص للتعبير والمشاركة، وهو ما يتطلب من الحكومة والمؤسسات المعنية العمل على تعزيز هذا الجانب، وتوفير بيئة آمنة وملائمة للشباب للتعبير عن آرائهم وفي ردهم على سؤال “هل ترون أن هناك مجالا كافيا للتغيير الاجتماعي والسياسي في المغرب؟” تراوحت إجابات الشباب بين 32% ممن يرون غياب المجال الكافي للتغيير، و29% أجابوا بنعم، و39% قالو بتوفر هذا المجال إلى حد ما.
و أشار الاستطلاع إلى أن الحراكات الاجتماعية التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة تشير إلى رغبة الشباب في التغيير واستعدادهم لخوض تجارب جديدة قد تأخذ شكلا سياسيا أو اجتماعيا، كما أن الانخراط الكبير في برامج دعم الشباب اقتصاديا وتمويل المشاريع دليل إيجابي على قدرة هذه الفئة على المشاركة السياسية الاجتماعي عند توفر الفرص المناسبة.
وخلص معهد الدراسات الاجتماعية والإعلامية في استطلاعه إلى أن تحدي فرص العمل للشباب في المغرب قضية هامة تؤثر على ثقتهم في المستقبل، حيث يواجهون صعوبات في العثور على العمل، مما يؤثر على رغبتهم في المشاركة الاقتصادية والاجتماعية، ويؤثر على ثقتهم في تحقيق تطلعاتهم.
وأكد ذات المصدر أن الفساد يشكل تحديا كبيرا يؤثر على ثقة الشباب في المستقبل، ما يتطلب جعل مكافحته أولوية، واتخاذ إجراءات فعالة للحد منه ومعاقبة المفسدين، والصرامة في التعامل معهم، مع تعزيز آليات التبليغ، وحماية المبلغين، مع تعزيز الشفافية في جميع جوانب الحكم وإدارة الشؤون العامة.