شهد المكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، اجتماعاً موسعاً يوم السبت 23 نوفمبر 2024، ركز على التحضير للمؤتمر الوطني المقبل للجامعة، وسط تحديات وتحولات عميقة تواجه قطاع الإعلام والصحافة في المغرب.
الاجتماع، الذي انعقد في سياق الاستعداد للمؤتمر الوطني، تميز بكلمة توجيهية للأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، حيث أشار إلى الجهود المبذولة لإنجاح المؤتمر الثالث عشر للاتحاد، المتزامن مع الاحتفالات بالذكرى السبعين لتأسيس المنظمة النقابية. وشدد الأمين العام على أهمية تعزيز الدينامية النقابية لمواجهة السياسات التي لا تخدم مصالح الطبقة العاملة.
وناقش المشاركون في الاجتماع أبرز التحديات التي تواجه قطاع الإعلام، بما في ذلك غياب توافق حول نموذج تنظيمي ذاتي ناجح للقطاع. وأعربوا عن أسفهم لسياسات الحكومة التي أدت إلى استمرار عمل لجنة مؤقتة لتدبير القطاع، وعدم إجراء انتخابات جديدة للمجلس الوطني للصحافة رغم انتهاء ولايته منذ سنوات.
وأدى هذا الوضع إلى احتقان داخل الجسم الإعلامي، حيث حُرم العديد من الصحفيين من الحصول على بطاقات مهنية مثل بطاقة الصحافة وبطاقة القطار، مما يؤثر سلباً على أدائهم المهني.
وتابعت الجامعة الوطنية للصحافة، باهتمام، مشاريع إعادة هيكلة الإعلام العمومي، مشددة على ضرورة تعزيز أدوار مؤسساته وتأهيل كوادره البشرية. وطالبت الجامعة بآليات حوار اجتماعي فعالة، وإشراك الممثلين النقابيين في صياغة الإصلاحات.
وتطرقت الجامعة إلى قضية تنظيم ولوج الصحفيين لتغطية مباريات كرة القدم، مشددة على أهمية اعتماد مقاربة تشاركية لمعالجة الفوضى الحالية، في ظل الانقسام الذي يعانيه القطاع.
في ختام الاجتماع، دعا المكتب الوطني النقابات المنضوية تحت لوائه إلى الإسراع بعقد جموعها العامة ومؤتمراتها، تمهيداً لعقد المؤتمر الوطني في يناير المقبل. وأكد المكتب على أهمية العمل الجماعي لبناء قوة نقابية مسؤولة قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية وتعزيز دور الإعلام في خدمة القضايا الوطنية.
ويذكر أن هذا الاجتماع يأتي في لحظة حرجة للقطاع الإعلامي المغربي، الذي يتطلب إصلاحات شاملة تعزز مكانته كرافد أساسي لبناء السيادة الوطنية ومواجهة التحولات الجيوسياسية الكبرى.