شدد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد-19، سعيد عفيف، على أن تلقي جرعة ثالثة من لقاح كوفيد مهم، سيما للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى والعاملين في الصفوف الأولى، وخصوصا في القطاع الصحي، بعدما وصل عدد من تلقوا الجرعة الأولى بلغ 23.411.909 شخصا، بينما ارتفع عدد الملقحين بصورة كاملة إلى 17.764.370 شخصا، وقال عفيف، إن الجرعة الثالثة من لقاح كوفيد 19 مهمة سيما للعاملين في القطاع الصحي، لأنهم قد يضطرون لترك الخدمة لعشرة أيام على الأقل في حالة الإصابة بالعدوى، مشيرا إلى أن اللجنة العلمية للتلقيح المجتمعة على مستوى مديرية السكان أوصت بإعطاء جرعة ثالثة من اللقاح للأشخاص التي ترتفع لديهم عوامل الاختطار.
وكشف عفيف الذي يرأس أيضا الفيدرالية الوطنية للصحة أنه على المستوى المناعي وتقبل اللقاح، لا يوجد أي مانع في ما يتعلق باسخدام لقاحات مختلفة، مضيفا أنه “يمكن تنويع اللقاحات ضد كوفيد؛ حيث يمكن على سبيل المثال استعمال لقاح من صنف أسترازينيكا في الجرعتين الأوليين، ولقاح آخر في الجرعة الثالثة كسينوفارم أو غيره”.
وعلاقة بتلقيح الأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 12 و18 سنة، أكد السيد عفيف أن استهداف هذه الفئة العمرية يزيد مناعة الساكنة، وذلك بسبب كثرة تنقل الشباب، مما قد يتسبب في نقل العدوى إلى الوسط الأسري والمدرسي، سيما ونحن على مشارف الدخول المدرسي.
وعن تلقيح الأطفال أقل من 12 سنة، أشار الخبير إلى أنه بسبب غياب توصية للجنة العلمية، لم يتم بعد إدراج تلقيح هذه الفئة في جدول أعمال اللجنة العلمية، فالأولوية الآن موجهة للفئة العمرية بين 12 و18 سنة، وأضاف عفيف أن وتيرة حملة التلقيح الحالية ستجعل المغرب يحقق المناعة الجماعية بحلول شهر دجنبر، بتلقيح 80 في المئة من الساكنة، مشيرا إلى أن المملكة ستتسلم يوم 25 أكتوبر 4 ملايين جرعة إضافية من لقاح سينوفارم.
ويتجه مشروع تصنيع وتعبئة اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا” ، الى الخروج دجنبر المقبل، حيث سيدخل المغرب غمار إنتاج اللقاحات بتصنيع خمسة ملايين حقنة من لقاح “سينوفارم” الصيني شهريا داخل مختبرات شركة “سوطيما” المتخصصة في صناعة الأدوية، ويرمي المشروع، الذي يعد ثمرة بين القطاعين العام والخاص، وفق بيان سابق للديوان الملكي، إلى إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لـ”كوفيد-19″ شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط، باستثمار إجمالي قدره 500 مليون دولار.
وقال سعيد عفيف، عضو لجنة التلقيح التابعة لوزارة الصحة، إلى أن “الدولة ستشرع في تصنيع لقاح سينوفارم الصيني المضاد لفيروس كوفيد-19 بدءا من شهر دجنبر المقبل، داخل مختبرات شركة سوطيما؛ وهو الموعد المحدد من طرف الحكومة والشركة المتخصصة في صناعة الأدوية قبل أشهر”.
وكان وزير الصحة والمديرة العامة لشركة “سوطيما” وقعا خلال يوليوز الماضي، على اتفاقية مشتركة أمام أنظار الملك، بغية تصنيع اللقاح المضاد لفيروس “كوفيد-19” المملوك لشركة “سينوفارم”، ويهدف هذا المشروع كذلك إلى إنتاج لقاحات أخرى رئيسية بالمملكة لتعزيز اكتفائها الذاتي، بما يجعل من المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على الصعيدين القاري والعالمي في مجال صناعة “التعبئة والتغليف”، ويعزز مكانته كمصدر للأمن الصحي في محيطه الإقليمي والقاري؛ وذلك في مواجهة المخاطر الصحية والاعتماد على الخارج والتقلبات السياسية.