تعالت الأصوات المطالبة بطرد ما يسمى الجمهورية الصحراوية أو “الجمهورية الافتراضية” بتعبير الكاتب التونسي الصافي سعيد، من الاتحاد الإفريقي، لأن دخولها كان خطأ ولا توجد طريقة لإصلاح هذا الخطأ غير إعادة إخراجها من النافذة وتسليمها لمن صرف الملايين من أجل ولوجها منظمة يعتبر المغرب أحد مؤسسيها التاريخيين، ولم يصل المغرب إلى هذا المستوى جزافا ولا كان منتظرا معجزة من وحي التاريخ.
هذه المستويات من الحضور المغربي بإفريقيا ليست من وحي الزمن، ولكن هي ثمرات اشتغال طويل، فلم يحدث ذلك لأن المغرب له موقع في الجغرافية يعتبر استراتيجيا، ولا لأنها بوابة أوروبا نحو إفريقيا، ولا لأنها مطلة على الضفة الأخرى من المتوسط أو أن لها حدود بحرية كبيرة وعريضة، ولكن لأن جلالة الملك محمد السادس منذ أن تولى العرش وضع نصب عينيه التوجه نحو إفريقيا.
لقد اعتبر جلالة الملك أن عمق المغرب هو إفريقيا فطرح فكرة التعاون جنوب جنوب، المبني على عنصر “رابح رابح”، وهو تعاون بديل عن تعاون شمال جنوب، الذي لم يكن في الحقيقة تعاونا، وإنما استغلالا بشعا لخيرات إفريقيا من قبل