وسط أجواء مشحونة بالشكوك، أنهى نادي نهضة بركان رحلته القارية بتتويج مستحق، رغم ما اعتبرته الإدارة “حربًا نفسية غير رياضية”، وصلت حد اللجوء إلى ممارسات مثيرة للجدل.
فقد أفادت مصادر من داخل بعثة الفريق المغربي أن الطاقم التقني عثر، خلال آخر حصة تدريبية له في ملعب “أمان” الجديد بتنزانيا، على طلاسم ومواد يُعتقد أنها ذات طابع شعوذي، ما زاد من حالة التوجس داخل المجموعة. ولم تتوقف الشبهات عند هذا الحد، إذ سجلت البعثة سلسلة من المضايقات منذ لحظة وصولها إلى دار السلام، من استقبال فاتر وروائح مجهولة داخل وسائل النقل، إلى منع رئيس النادي، حكيم بنعبد الله، من حضور تدريبات الفريق.
وفي خطوة استباقية، قررت إدارة الفريق اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية: استقدمت طباخًا مغربيًا خاصًا، وتولت داخليًا مهمة غسل ملابس اللاعبين، مع تشديد المراقبة الأمنية على مستودع الملابس، تحسبًا لأي تسلل أو تلاعب محتمل.
واشتدت الشكوك مع الكشف عن محاولة مشبوهة لاستدراج سائق حافلة الفريق إلى تشغيل بخور يُشتبه في احتوائه على مواد مهدئة قبل نقل اللاعبين إلى الملعب، في خطوة اعتبرها الطاقم المرافق محاولة مباشرة للتأثير على تركيز اللاعبين.
ورغم غياب أدلة مادية دامغة، تعاملت إدارة النهضة مع هذه الوقائع بكثير من الجدية، ورفعت تقريرًا مفصلًا إلى الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، مشيرة إلى تكرار مثل هذه الأحداث في ملاعب القارة خلال البطولات القارية.
وبينما كانت هذه الضغوط كفيلة بتشتيت تركيز أي فريق، نجح نهضة بركان في الحفاظ على رباطة جأشه، وانتزع اللقب بعد تعادله مع فريق سيمبا التنزاني، مستفيدًا من فوزه ذهابًا بهدفين نظيفين في الملعب البلدي ببركان.
لقب جديد يضاف إلى سجل الفريق البركاني، لكن بطعم مختلف… بطعم التحدي والانتصار على ما هو أبعد من كرة القدم.