في سياق السجالات السياسية المحتدمة تحت قبة البرلمان، اتهم عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، حزب العدالة والتنمية بمحاولة إفشال ملتمس الرقابة من الداخل بعدما فشل في ذلك من الخارج.
وجاء تصريح شهيد خلال مشاركته، مساء الثلاثاء، في برنامج “نقطة إلى السطر” على القناة الأولى، حيث رد على اتهامات “البيجيدي” بأن الاتحاد الاشتراكي أبرم صفقة للانسحاب من ملتمس الرقابة قائلاً: “في المرة الأولى لم يلتحقوا بالمبادرة وقالوا إنها مؤامرة، واليوم يتحدثون عن صفقة، وهذا كذب”.
واعتبر شهيد أن الحديث المتكرر عن تقارب الاتحاد الاشتراكي مع حزب التجمع الوطني للأحرار ليس إلا “أسطوانة مشروخة يرددها البيجيدي وسيظل يكذب ولا أحد يصدق كذبه”، في إشارة إلى التصريحات التي أعقبت فشل مبادرة ملتمس الرقابة. وأوضح أن الهجوم الحاد الذي شنه قادة حزب العدالة والتنمية بعد تعثر المبادرة “يكشف عن إفلاس سياسي، وعن حالة نفسية من الإنكار لدى الحزب الذي لا يريد الاعتراف بمسؤوليته عن البلوكاج في 2016، ولا بنتائج انتخابات 2021 التي أسقطته إلى ذيل الأحزاب الممثلة في البرلمان”.
وفيما يتعلق بمسألة قيادة المبادرة، وصف شهيد حديث محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، عن تقديم الملتمس بصفته أمينًا عامًا، بأنه “غير معقول”، مشيراً إلى أن النظام البرلماني لا يعترف بهذه الصفة، وأنه كان يفترض التنسيق مع الأمناء العامين الآخرين لتقديم المبادرة بطريقة مؤسسية.
وبالعودة إلى تسلسل الأحداث، كشف شهيد أن فكرة ملتمس الرقابة انطلقت داخل الاتحاد الاشتراكي في أواخر 2023، وحظيت بمصادقة المجلس الوطني للحزب في يناير 2024، على خلفية أزمات اجتماعية واقتصادية، بينها إضرابات التعليم، غلاء المعيشة، وأزمة استيراد الأبقار. وأكد أن المبادرة عانت من التردد والتهرب داخل أطياف المعارضة، مشيراً إلى أن العدالة والتنمية رفضها علنياً، بينما برر حزبا التقدم والاشتراكية والحركة الشعبية عدم التحاقهما بها بغياب التشاور.
وأفاد شهيد أن اجتماع رؤساء الفرق في أبريل 2024، والذي كان من المفترض أن يطلق ملتمس الرقابة رسمياً، فشل بعد ساعتين فقط بسبب اعتراض الأمين العام للحركة الشعبية، ثم إعلان بنكيران أن الملتمس “مؤامرة”. وأضاف أن مساعي تجميع المعارضة لدعم لجنة تقصي الحقائق بشأن استيراد المواشي تعثرت بدورها بسبب عدم توقيع بعض الفرق على الطلب.
وفي ختام حديثه، اعتبر شهيد أن مواقف العدالة والتنمية تنم عن “غياب الجدية وحشر الاتحاد الاشتراكي في الزاوية”، مؤكداً أن الحزب لم يتهم الآخرين سابقاً بعقد صفقات، مشيراً إلى قرار ابن كيران بتحرير أسعار المحروقات كأحد الأمثلة، قائلاً: “حينما اتخذ ابن كيران قراراً أنهك جيوب المغاربة لم نقل إنه عقد صفقة”.