في تجسيد جديد لعمق التعاون المغربي الإسباني في المجال الدفاعي، تسلّمت البحرية الملكية المغربية، مساء الثلاثاء، سفينة دورية متطورة من صنع شركة “نافانتيا” الإسبانية، خلال حفل رسمي بمدينة سان فرناندو حضرته شخصيات مدنية وعسكرية من كلا البلدين.
السفينة، التي استغرق بناؤها ثلاث سنوات، تأتي بطول 87 متراً وعرض 13 متراً، وقادرة على احتضان طاقم يضم نحو 60 بحاراً. لكنها ليست مجرد قطعة تقنية متقدمة؛ بل ثمرة مشروع تعاون وفر ما يزيد عن 1100 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، في إسبانيا، خلال مراحل التصميم والتصنيع.
الاتفاق بين الرباط ومدريد لم يتوقف عند تسليم السفينة، بل شمل أيضًا توفير منظومة دعم متكاملة، تضم قطع غيار ومعدات تكنولوجية متطورة، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل لفائدة الطاقم المغربي، جرت داخل منشآت شركة “نافانتيا”.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد العقيد البحري المغربي محمد الفضيلي أن هذه السفينة تندرج ضمن رؤية استراتيجية يشرف عليها العاهل المغربي الملك محمد السادس، وتهدف إلى تحديث الأسطول البحري الوطني وتعزيز قدراته لمواجهة التحديات الأمنية في البحر.
من جانبه، شدد رئيس شركة “نافانتيا”، ريكاردو دومينغيث، على أن هذا الإنجاز يمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي، مشيدًا بالتقارب الجغرافي والثقافي بين البلدين كعنصر حاسم في بناء أمن بحري مشترك ومستدام.
بهذه الخطوة، يخطو المغرب خطوة إضافية نحو تعزيز جاهزيته البحرية، في سياق إقليمي ودولي يزداد تعقيداً وتطلباً على مستوى الأمن البحري وحماية المصالح الاستراتيجية في الواجهتين الأطلسية والمتوسطية.