دعا خبراء ونواب برلمانيون مغاربة وأفارقة، اليوم الخميس بالرباط، إلى تعزيز العمل التشريعي للبرلمانات الإفريقية وتقوية دورها في الجهود الرامية إلى محاربة الإرهاب والجريمة وتداعيات التغيرات المناخية على القارة.
وشدد المتدخلون في جلسة عمل حول موضوع “المساهمة البرلمانية في تعزيز السلم والأمن في إفريقيا”، ضمن أشغال ندوة ينظمها مجلس النواب يومي 6 و7 يوليوز حول “التعاون البرلماني الإفريقي في ظل التحديات الراهنة”، على ضرورة اضطلاع البرلمانيين الأفارقة بمسئولياتهم في النهوض بالقارة الإفريقية وتنميتها، بما بما يحقق الاستقرار والاكتفاء والاستقلالية السياسية والاقتصادية، وتقوية أدوارها ضمن النظام العالمي.
في هذا الصدد، أبرز الخبير في الدراسات الجيوستراتيجية والأمنية، الشرقاوي الروداني، أن القارة الإفريقية تخسر سنويا ما بين 60 و100 مليار دولار بسبب التهديدات الأمنية التي تشكلها الجماعات الإرهابية والحركات الانفصالية باعتبارهما وجهان لعملة واحدة، داعيا إلى تعزيز التعاون بين بلدان القارة بوصفه السبيل الأساسي لمكافحة الإرهاب، والتوصل إلى استراتيجية عمل وتعاون متعدد الأطراف من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز الأمن وقدرات السلطات الأمنية ببلدان القارة.
وأكد الروداني في هذا السياق على أهمية العمل التشريعي ودور المؤسسات التشريعية في إيجاد إطار مناسب لتمكين السلطات الأمنية من المساهمة بشكل فعال في تبادل المعلومات الاستخباراتية بهدف محاربة منظمات الجريمة العابرة للحدود وشبكات الاتجار في البشر وتجار الأسلحة، وكذا منع الشبكات الإرهابية من استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لتمرير خطابات العنف والكراهية.
ودعا الجمعيات الوطنية و البرلمانيين الأفارقة إلى “الاضطلاع بمسؤولياتهم في بناء القارة الإفريقية التي تتوفر على كافة المقومات الطبيعية والبشرية التي تمكنها من تحقيق الريادة والتموقع بقوة في قلب النظام العالمي”، داعيا في ذات السياق إلى عدم الاقتصار على المقاربة الأمنية، بل جعل التنمية الاقتصادية المستدامة حلا أساسيا وأولوية لمواجهة التحديات المذكورة.
بدوره، سلط الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط، الموساوي العجلاوي، الضوء على التحديات الأمنية والبيئية التي تواجهها إفريقيا، والمتمثلة أساسا في انتشار وتوسع الجماعات الإرهابية والحركات الانفصالية والجريمة العابرة للحدود، إلى جانب التداعيات البيئية لظاهرة التغير المناخي التي تتحمل القارة تبعاتها رغم مساهمتها الضئيلة في الانبعاثات الحرارية على المستوى العالمي، مشيرا إلى “وجود تطابق بين الأزمات الأمنية والاقتصادية من جهة، والأزمات البيئية من جهة أخرى، في العديد من المناطق بالقارة الإفريقية”.
ودعا العجلاوي إلى توحيد الجهود من أجل إضعاف المنظمات الإرهابية والانفصالية واحترام وتعزيز الوحدة السياسية والوطنية للدول، مشددا على أنه “لا يمكن تحقيق التنمية بدون استقرار، ولا استقرار بدون تنمية”.